عدد الزوار

تزوير المنتدى الصوفي القبوري: الحوار الإسلامي
للستر على فضيحتهم وطعنهم بشيخهم عبدالله الحداد / صور
][- ۞۩۞ -][ (( أضغط هنا )) ][- ۞۩۞ -][
فضيحة منتدى الحوار الإسلامي الصوفي
يتهمون شيخهم عبدالله الحداد بشرك الإلوهية وانه ضال مضل / صور
][- ۞۩۞ -][ (( أضغط هنا )) ][- ۞۩۞ -][
عبد الله بن علوي الحداد
وهابي يقر بتقسيم التوحيد صفعة في وجوه صوفية حضرموت
][- ۞۩۞ -][ (( أضغط هنا )) ][- ۞۩۞

الأحد، 28 مارس 2010

لا يطّلع على اللوح المحفوظ غير الله تعالى: دفاعا عن شيخ الإسلام ابن تيمية


لا يطّلع على اللوح المحفوظ غير الله تعالى:


دفاعاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى



الحمد لله وبعد:

فقد قُمتُ منذُ فترة من الزمن بنشر موضوع عن حكم التسبيح بالسبحة وخلصتُ فيه اتبّاعاً لكبار علماء الأمّة أنّ التسبيح بالسبحة مُحدثٌ يجبُ إنكارُه وقُلتُ في أثناء الموضوع أنّ تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيّئة أو تقسيمها إلى خمسة أقسام قولٌ لم يعرفه أئمّة الإسلام الأوّلين وأنّ هذا الأخير هو من ابتكار العزّ بن عبد السلام رحمه الله وغفر له، فقلتُ أنّه بالإضافة إلى كون العزّ بن عبد السلام صوفيٌّ خرافيٌّ أشعريٌّ فإنّ كلّ النّاس يؤخذ من كلامهم ويُردُّ إلى المعصوم صلى الله عليه وسلّم.

فلما نشرتُ الموضوع في منتديات الشروق (الأفول) استنكر أحد الصوفية الجهمية قولي عن العزّ بن عبد السلام أنّه خرافي فقُمتُ بنشر مقال للشيخ خالد الظفيري وفقه الله بعنوان ((حقيقة العزّ بن عبد السلام وموقف شخ الإسلام ابن تيمية منه)) وأضفتُ إليه أمورا من عندي وسمّيتُ الموضوع: ((هدّية لمن أنكر عليّ قولي عن العزّ بن عبد السلام أنّه أشعري صوفي خرافي)) وكان ممّا أظهرته في الموضوع بالخطّ العريض قول العزّ بن عبد السلام عفا الله عنه: كما في كتابه ((قواعد الأحكام (1/118-119):
(( فصل وما يثاب عليه من العلوم.

وذكر منها:

الثالث: علوم يمنحها الأنبياء والأولياء بأن يخلقها الله فيهم من غير ضرورة ولا نظر... إلى أن قال: الضرب الثاني : علوم إلهامية يكشف بها عما في القلوب فيرى من الغائبات ما لم تجر العادة بسماع مثله، وكذلك شمه ومسه ولمسه وكذلك يدرك بقلبه علوماً متعلقة بالأكوان وقد رأى إبراهيم ملكوت السموات والأرض.

ومنهم من يرى الملائكة والشياطين والبلاد النائية بل ينظر إلى ما تحت الثرى !

ومنهم من يرى السموات وأفلاكها وكواكبها وشمسها وقمرها على ما هي عليه!!

ومنهم من يرى اللوح المحفوظ ويقرأ ما فيه وكذلك يسمع أحدهم صرير الأقلام وأصوات الملائكة والجان !!!!

ويفهم أحدهم منطق الطير فسبحان من أعزهم وأدناهم، وأذل آخرين وأقصاهم ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء)) اهـ

فما كان من المدعو عبد الله ياسين إلا أن يستعين بشيخه (google) للعثور على كلام يُدينُ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بمثل ما افتراهُ المُلقّب بـ (سُلطانُ العلماء) العزّ بن عبد السلام.

وبعد البحث الكثيف في مُحرّكات البحث وقع هذا الصوفي الخرافي على كلام عند الإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى في كتابه (مدارج السالكين 2/487 وما بعدها) دار الكتاب العربي، ط 2، 1393هـ/1973مأنقله للقرّاء وأطلب منهم أن يقارنوا بين كلام ابن القيّم والعزّ بن عبد السلام رحمهما الله تعالى ثمّ يحكموا بالعدل أيُّ الكلامين خرافة وضلال:
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله:

((فصل الفراسة الثالثة: الفراسة الخلقية وهي التي صنف فيها الأطباء

وغيرهم واستدلوا بالخلق على الخلق لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة الله كالاستدلال بصغر الرأس الخارج عن العادة على صغر العقل وبكبره وبسعة الصدر وبعد ما بين جانبيه: على سعة خلق صاحبه واحتماله وبسطته وبضيقه على ضيقه وبخمود العين وكلال نظرها على بلادة صاحبها وضعف حرارة قلبه وبشدة بياضها مع إشرابه بحمرة وهو الشكل على شجاعته وإقدامه وفطنته وبتدويرها مع حمرتها وكثرة تقلبها على خيانته ومكره وخداعه.

ومعظم تعلق الفراسة بالعين فإنها مرآة القلب وعنوان ما فيه ثم باللسان فإنه رسوله وترجمانه.

وبالاستدلال بزرقتها مع شقرة صاحبها على رداءته وبالوحشة التي ترى عليها على سوء داخله وفساد طويته وكالاستدلال بإفراط الشعر في السبوطة على البلادة وبإفراطه في الجعودة على الشر وباعتداله على اعتدال صاحبه.

وأصل هذه الفراسة: أن اعتدال الخلقة والصورة: هو من اعتدال المزاجوالروح وعن اعتدالها يكون اعتدال الأخلاق والأفعال وبحسب انحراف الخلقة والصورة عن الاعتدال: يقع الانحراف في الأخلاق والأعمال هذا إذا خليت النفس وطبيعتها ولكن صاحب الصورة والخلقة المعتدلة يكتسب بالمقارنة والمعاشرة أخلاق من يقارنه ويعاشره ولو أنه من الحيوان البهيم فيصير من أخبث الناس أخلاقا وأفعالا وتعود له تلك طباعا ويتعذر أو يتعسر عليه الانتقال عنها وكذلك صاحب الخلقة والصورة المنحرفة عن الاعتدال يكتسب بصحبة الكاملين بخلطتهم أخلاقا وأفعالا شريفة تصير له كالطبيعة فإن العوائد والمزاولات تعطي الملكات والأخلاق.

فليتأمل هذا الموضع ولا يعجل بالقضاء بالفراسة دونه فإن القاضي حينئذ يكون خطؤه كثيرا فإن هذه العلامات أسباب لا موجبة وقد تتخلف عنها أحكامها لفوات شرط أو لوجود مانع.

وفراسة المتفرس تتعلق بثلاثة أشياء: بعينه وأذنه وقلبه.
فعينه للسيماء والعلامات.
وأذنه: للكلام وتصريحه وتعريضه ومنطوقه ومفهومه وفحواه وإشاراته ولحنه وإيمائه ونحو ذلك.
وقلبه للعبور: والاستدلال من المنظور والمسموع إلى باطنه وخفيه فيعبر إلى ما وراء ظاهره كعبور النقاد من ظاهر النقش والسكة إلى باطن النقد والاطلاع عليه: هل هو صحيح أو زغل ؟
وكذلك عبور المتفرس من ظاهر الهيئة والدل إلى باطن الروح والقلب فنسبة نقده للأرواح من الأشباح كنسبة نقد الصيرفي ينظر للجوهر من ظاهر السكة والنقد.
وكذلك نقد أهل الحديث فإنه يمر إسناد ظاهر كالشمس على متن مكذوب فيخرجه ناقدهم كما يخرج الصيرفي الزغل من تحت الظاهر من الفضة.
وكذلك فراسة التمييز بين الصادق والكاذب في أقواله وأفعاله وأحواله. 

وللفراسة سببان:
أحدهما: جودة ذهن المتفرس وحدة قلبه وحسن فطنته.

والثاني: ظهور العلامات والأدلة على المتفرس فيه فإذا اجتمع السببان لم تكد تخطىء للعبد فراسة وإذا انتفيا لم تكد تصح له فراسة وإذا قوي أحدهما وضعف الآخر: كانت فراسته بين بين.

وكان إياس بن معاوية من أعظم الناس فراسة وله الوقائع المشهورة.
وكذلك الشافعي رحمة الله وقيل: إن له فيها تآليف.

ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أمورا عجيبة وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم ووقائع فراسته تستدعي سفرا ضخما:

· أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة وأن جيوش المسلمين تكسر وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام وأن كلب الجيش وحدته في الأموال: وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة.

· ثم أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام: أن الدائرة والهزيمة عليهم وأن الظفر والنصر للمسلمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا فيقال له: قل إن شاء الله فيقول: إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا.

وسمعته يقول ذلك قال: فلما أكثروا علي قلت: لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ: أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام.

قال: وأطعمت بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو.

وكانت فراسته الجزئية في خلال هاتين الواقعتين مثل المطر.

ولما طلب إلى الديار المصرية وأريد قتله بعد ما أنضجت له القدور وقلبت له الأمور: اجتمع أصحابه لوداعه وقالوا: قد تواترت الكتب بأن

القوم عاملون على قتلك فقال: والله لا يصلون إلى ذلك أبدا.

قالوا: أفتحبس قال: نعم ويطول حبسي ثم أخرج وأتكلم بالسنة على رؤوس الناس. سمعته يقول ذلك.

ولما تولى عدوه الملقب بالجاشنكير الملك أخبروه بذلك وقالوا: الآن بلغ مراده منك فسجد لله شكرا وأطال.

فقيل له: ما سبب هذه السجدة فقال: هذا بداية ذله ومفارقة عزه من الآن وقرب زوال أمره فقيل له: متى هذا فقال: لا تربط خيول الجند على القرط حتى تغلب دولته فوقع الأمر مثل ما أخبر به سمعت ذلك منه.

وقال مرة: يدخل علي أصحابي وغيرهم فأرى في وجوههم وأعينهم أمورالا أذكرها لهم فقلت له: أو غيري لو أخبرتهم فقال: أتريدون أن أكون معرفا كمعرف الولاة.

وقلت له يوما: لو عاملتنا بذلك لكان أدعى إلى الاستقامة والصلاح فقال: لا تصبرون معي على ذلك جمعة أو قال: شهرا.

وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ولم ينطق به لساني.

وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل ولم يعين أوقاتها وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته والله أعلم. انتهى

فكلام ابن القيّم رحمه الله تعالى واضح بيّن أنّه عن الفراسة لا عن علم الغيب الذي ادّعى (سلطان علمائكم) العزّ بن عبد السلام رحمه الله أنّ من النّاس من يقرأ في اللوح المحفوظ!!

ولو تأمّل القارئ قليلا في تكرار الإمام ابن القيّم لكلمة ((استدلال)) لبان له أنّ المقصود هو الفراسة لا ادّعاء القراءة في اللوح المحفوظ !!
ذلك أنّ الاستدلال مبنيٌّ على المُشاهدة والتجربة فشيخ الإسلام رحمه الله لسعة مشاهدته واطّلاعه وسعة خبرته لحال النّاس استطاع أن يستدلّ بالأحوال الظاهرة على الأحوال الباطنة أو الأحوال الحاضرة على الأحوال الغائبة وهكذا.
فأين هذا من ذاك ؟؟!!
أمّا عن قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ((... لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ: أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام ... )). فليس من ادّعاء القراءة في اللوح المحفوظ في شيء وإنّما المقصود أنّ الله تعالى قد كتب في اللوح المحفوظ أنّ الأرض يرثها عباده الصالحون وأنّ النّصر والتمكين يكون لأهل التوحيد والسنّة وأهل الطاعة والإنابة فلمّا رأى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تحقّق هذه الأوصاف والشروط في الجيش الذي كان هو فرداً من أفراده وجُنديّا من جنوده قال رحمه الله: ((لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ: أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام)). مصداقا لقوله تعالى:
((وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ))
وقوله((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))
وقوله ((قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ))
وقوله((إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ))
وقوله: ((وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ))
وقوله: ((بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ . وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ))
وقوله: ((وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً)).

قال الشيخ عبد المالك رمضاني حفظه الله: (( فدلَّ هذا الخبر الكريم على أنَّ ولايةَ الله ونصرَه يُرفعان عن عن أهل السوء؛ وذلك لأنَّ عدوَّ المسلمين لا ينتصرُ عليهم لقوَّتِه، وإنَّما ينتصرُ عليهم حين يتْركُهم ربُّهم، ويَكِلُهم إلى أنفسِهم، فهنالك تكون الغلبة لِمَن غلب، والله المستعان)).


وقال حفظه الله: ((أعظمُ شيءٍ يُعِدُّه المؤمنون ليتَقَوَّوْا على عدُوِّهم هو أن يتَّصلوا بالله، توحيداً، ومحبَّةً، ورجاءً، وخوفاً، وإنابةً، وخشوعاً، وتوكُّلاً، ووُقوفاً بين يديه، واستغناءً عمّا سِواهُ، فقد بيَّن اللهُ تعالى في كتابه أنَّ المستحقِّين للاستخلاف في أرضه هم الذين استقرَّ في قلوبهم الخوفُ من مقامه والخوفُ من وعيده، فقال: ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ . وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ)).
وهؤلاء هم أهل التوحيد الخالص الذين وعدهم الله بالنَّصر والتمكين والأمن والاستخلاف، فقال: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)). انتهى من مواضع مختلفة من كتابه الماتع ((السبيل إلى العزّ والتمكين))


وفعلا فقد كانت الغلبة لجيش المُسلمين وهُزم التتر هنالك وانقلبوا خاسئين. فإنّه (لَمَّا داهمَ التَّتارُ أهلَ الشّام، خرج المسلمون لمواجهتهم، وكانت فيهم شركيَّاتٌ، فجل ابنُ تيمية – رحمه الله – يصحِّح عقيدَتَهم ويدعوهم إلى التوحيد، كما قال في ردِّه على البكري المطبوع باسم ((تلخيص كتاب الاستغاثة)) (2/731 – 738:ت تحقيق عجال):


((وكان بعض الأكابر من الشيوخ العارفين من أصحابنا يقول: هذا أعظم ما بيَّنتَه لنا؛ لعلمه بأنَّ هذا أصلُ الدِّين، وكان هذا وأمثالُه في ناحيةٍ أخرى يدعون الأمواتَ، ويسألونهم، ويستجيرون بهم، ويتضرَّعون إليهم، وربَّما كان ما يفعلونه بالأموات أعظم؛ لأنَّهم إنَّما يقصدون الميِّتَ في ضرورةٍ نزلت بهم، فيدْعونه دعاء المضطرّ، راجين قضاءَ حاجتهم بدعائه والدّعاء به أو الدعاء عند قبرة، بخلاف عبادتهم اللهَ تعالى ودعائهم إيّـاه، فإنْهم يفعلونه في كثيرٍ من الأوقات على وجه العادة والتكلُّف، حتّى إنَّ العدوَّ الخارج عن شريعة الإسلام لما قدم دمشق خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشفَ ضرِّهم، وقال بعض الشعراء:


يا خائفين من التَّتْر ...... لوذوا بقبر أبي عُمَرْ
أو قال:


عوذوا بقبر ابي عُمَرْ...... يُنْجِيكم من الضَّرَرْ ))
ثمَّ قال – رحمه الله – بعد كلامه السابق:

((فلمّا أصلح الناسُ أمورَهم وصدقوا في الاستغاثة بربِّهم نصَرَهم على عدوِّهم نصراً عزيزاً، ولم تُهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلاً؛ لما صحّ من تحقيق توحيد الله تعالى وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك؛ فإنَّ اللهَ تعالى ينصرُ رسولَه والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهادُ)) انتهى من ((السبيل إلى العزّ والتمكين)).


فبان بهذا الكلام إن شاء الله تعالى مقصود شيخ الإسلام ابن تيمية من قوله: ((كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ: أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام)) وهو بعيد جد البعد عن كلام العزّ بن عبد السلام: ((ومنهم من يرى اللوح المحفوظ ويقرأ ما فيه وكذلك يسمع أحدهم صرير الأقلام وأصوات الملائكة والجان)) !!!!


ولمزيد البيان فهذا كلام لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى واضح بيّن أختم به هذا المقال فيه دفع لأيّ شُبهة قد تعلقُ في ذهن من لم يعرف للنّاس قدرهم ولم ينزلهم منازلهم.


قال رحمه الله تعالى:
((فان قيل هم يذكرون لمعرفة النبي بالغيب سببا آخر وهو أنهم يقولون أن الحوادث التي في الأرض تعلمها النفس الفلكية ويسميها من أراد الجمع بين الفلسفة والشريعة باللوح المحفوظ كما يوجد في كلام أبى حامد ونحوه وهذا فاسد فان اللوح المحفوظ الذي وردت به الشريعة ((كتب الله فيه مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)) كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم واللوح المحفوظ لا يطلع عليه غير الله... ((الرد على المنطقيين لابن تيمية)) ص474 الناشر:دار المعرفة، بيروت، لبنان.


هذا وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.


أبو عبد الله غريب الأثري
قسنطينة: 27/08/2008 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق